معاشرة الناس في الإسلام

لكي يستطيع أحدنا أن يكسب الأصدقاء ويتفاعل معه الآخرون وتكون علاقته معهم علاقة قويّة راسخة ، كأصدقاء ..
يجب أن يكون حُسن المعاشرة والتعامل مع الآخرين ..

ومن حسن المعاشرة أن يلقى الناس الذين يتعامل معهم بوجه طلق ، يفيض بالبُشر ، ترتسم عليه الابتسامة في الحديث وعند اللِّقاء .. فإنّ ذلك يجلب حبّ الآخرين وألفتهم ،
في حين يكون الوجه العبوس المتجهِّم سبباً لانقباض الناس وابتعادهم عنه ، فلنتحاشى عبوس الوجه والتجهّم .

إنّ البِشْر واطلاقه الوجه ، وإشاعة الابتسامة هي تعبير عن المظاهر الصّادقة ، ووسيلة لكسب وُدِّ الآخرين ، وإشاعة الحبّ بين الناس .. وشعورهم بصفاء نفسك ، وحبّك تجاههم .. والإبتسامة التي تطلقها بوجه البعض من الناس واستقباله بوجه طلق ، وعبارة جميلة ، تملك نفسه ، وتفتح مغاليقها .. إنّ البعض من الناس يعيش حالة الحرمان العاطفي والجفوة من المحيط الاجتماعي ، وعندما تتعامل معه بهذه الأخلاقية يشعر بأ نّك توفِّر له الجوّ العاطفي الذي يبحث عنه بصورة شعورية أو لا شعورية ..

ويعطينا تحليلاً نفسيّاً لتلك الحالات ، فعن أبي عبدالله الصّادق (عليه السلام) ، قال :
«تَبَسُّم المُؤمِن في وَجْهِ المُؤمِن حَسَنة» .
وأرشدنا الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) بقوله :
«البِشْر الحَسَن ، وطلاقةُ الوجهِ مَكْسَبةٌ للمحبّة ، وقُرْبَةٌ مِنَ الله عزّ وجلّ . وعَبَس الوجه ، وسوء البِشْر مَكْسَبةٌ للمَقْت ، وبُعْد مِنَ الله» .

ويهدينا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كيفيّة التعامل مع الناس لكسبهم والنجاح في التعامل معهم بقوله :
«إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فالقوهم بطلاقة الوجه ، وحُسن البِشْر» .

ولكي يشيع حُسن التعامل مع الناس ، وتنتشر المحبّة والسرور ، يدعو الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس الذين يظهر عليهم طلاقة الوجه ، وسهولة التعامل فيقول : «رحمَ الله كلّ سهل طليق».


ومن أسباب النجاح في كسب الاُخوان والأصدقاء، وحُسن العلاقة مع الناس هو الكلمة الطيِّبة ..

ويوضِّح لنا الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)أهميّة الكلمة الطيِّبة في تكوين العلاقات الانسانية ، يوضِّح ذلك بقوله : «الكلمة الطيِّبة صَدَقة» .

فللكلمة الطيِّبة أثرها النفسي الناجح في الآخرين . فصديقك حينما يسمع منك الكلمة الطيِّبة تعبِّر بها عن حبِّك له ، أو حُسن أخلاقه ، أو تثني على أعماله الحسنة ، وتمتدح إنتاجه وجهوده الفنية والأدبية ، أو ذكاءه وحُسن تصرّفه في موقف من المواقف ، أو فعله للخير ومساعدة الآخرين ، فإنّ تلك الكلمة تفتح أفقاً نفسيّاً بينك وبينه ، وتشعره بقيمة شخصيّته في نفسك ، واحترامك له ..

وينبغي أن لا نُبالغ في مدح الآخرين فيصيبهم الغرور .. أو يتحوّل الشخص المدّاح إلى هزيل الشخصية يحاول كسب رضا الآخرين بامتداح أعمالهم وشخصيّاتهم .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire