صفات الزوجة الصالحة

صفات الزوجة الصالحة
والنبي صلى الله عليه وسلم حدد لنا صفات الزوجة الصالحة في الأحاديث التالية
فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ألا أخبركم بخير ما يكنــز المرء؟ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته]. ( رواه أبو داود والبيهقي ) .
وعن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل، خيراً له، من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله] . (رواه ابن ماجه ).
وإذا كان هذا هو وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمرأة الصالحة المتدينة فإنه ولا شك أنها موجودة في البيئة الصالحة الطيبة، فإن كان رب البيت من الصالحين الأتقياء فلا بد من أن تكون بنياته من العفيفات المتدينات، ولهذا نصح الشاعر المسلم بقوله:
وإن تزوجت فكن حاذقاً *** واسأل عن الغصن وعن منبته
واسأل عن الصهر وأحواله *** من جيرة وذي قربتـــــه
أسس أختيار الزوجة الصالحة
الأساس الأول : الدين
إن أول أساس وضعه لك الإسلام، لاختيار شريكة العمر، أن تكون صاحبة دين، ذلك أن الدين يعصم المرأة من الوقوع في المخالفات، ويبعدها عن المحرمات، فالمرأة المتدينة بعيدة عن كل ما يغضب الرب، ويدنس ساحة الزوج.
أما المرأة الفاسدة المنحرفة البعيدة عن هدى دينها، وتعاليم إسلامها، فلا شك أنها تقع في حبائل الشيطان بأيسر الطرق، ولا يؤمن عليها أن تحفظ الفرج، أو تصون العرض، بل إن الخطر يشتد إذا كان مع الفساد جمال، ومع الجمال مال.
من أجل ذلك بالغ الإسلام في حَثَّك على اختيار ذات الدين، وحضك على البحث عنها في كل بيت مسلم أمين .
الأساس الثاني : الخلق
أما الأساس الثاني لاختيار شريكة الحياة فهو أن تكون صاحبة خلق ، والحقيقة أن هذا العنصر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأساس الأول الذي هو الدين، ذلك أن المتدينة لا بد من أن تكون صاحبة خلق رفيع ، لأن دينها سيمنعها من فحش القول ، وبذاءة اللسان، وسوء المنطق وثرثرة الكلام، وعلى كل فحسن الخلق أساس قويم، ومنهج حكيم في البحث عن المرأة الصالحة ، ( وصدق لقمان الحكيم عندما قال لولده يا بني اتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب، يا بني استعذ بالله من شرار النساء، واسأله خيارهن، فأجهد نفسك في الحصول على الصالحة الطيبة تلق السعادة أبد الحياة) (انظر إحياء علوم الدين ج 2 ص 45 ) .
الأساس الثالث : التكافؤ بين الزوجين :
ومن الأسس التي فصل الإسلام فيها القول عند اختيار شريكة الحياة هو أن يكون هناك تقارب في السن والثقافة، والنسب، وهذا هو ما يطلق عليه في فقهنا الإسلامي باسم (التكافؤ بين الزوجين)، وذلك لحفظ مستوى الحياة الزوجية، والانسجام بين الزوج وزوجه .
الأساس الرابع : الودود :
وهي التي تتودد الى زوجها وتتحبب اليه وتبذل وسعها في مرضاته
والودود:هي التي تقبل علي زوجها فتحيطه بالمودة والحب والرعاية وتحرص علي طاعته ومرضاته ليتحقق بها الهدف الأساسي من الزواج وهو السكن.
قال تعالى : {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا }(1) ( الواقعة 37:36)
· وقد وردت أحاديث عديدة تؤكد علي ضرورة مراعاة هذه الصفة في المرأة:
1. فقد أخرج أبو داود أن معقل بن يسار قال أن النبي r يقول:
" تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثر بكم الأمم".
2. وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة t قال : سمعت رسول الله r يقول:
" نساءُ قريش خيرُ نساءِ ركبن الإبل ، أحناه علي طفل في صغره وأرعاه علي زوج في ذات يده".
- فقد وصفهنَّ النبي r بالشفقة علي أطفالهن والرأفة بهم والعطف عليهم وبأنهن يراعين حال أزواجهن ويرفقن بهم ويخففن الكُلَف عنهم فالواحدة منهن تحفظ مال زوجها وتصونه بالأمانة والبعد عن التبذير وإذا افتقر كانت عوناً له وسنداً لا عدواً وخصماً.
3. والمرأه الودود تكون مطيعة لزوجها لا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره
فقد أخرج النسائي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة t قال:
"أيُّ النساءِ خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره"
4. أخرج البيهقي عن أبي أُذينة الصدفي أن النبي r قال:
" خيرُ نسائكم الودودُ الولودُ، المواتية ، المواسية، إذا أتقينَ الله".
5. وأخرج النسائي من حديث ابن عباس وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة أن النبي r قال:
" نساؤكم من أهل الجنة الودود(2) الولود العؤود(3) علي زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غُمضاً(4) حتى ترضى ".
× والمرأة الودود هي المرأه التي يُعهدُ منها:
التوددُ إلي زوجها والتحبب إليه ، وبذل ما بوسعها من أجل مرضاته لذا تكون معروفة باعتدال المزاج وهدوء الأعصاب بعيدة عن الانحرافات النفسية والعصبية تحنو علي ولدها وراعاية لحق زوجها أما إذا لم تكن المرأه كذلك كثر نشوزها وترفَّعتْ علي زوجها وصعب قيادها لشراسة خلقها مما يفسد الحياة الزوجية بل ويدمرها بعد استحالة تحقق السكن النفسي والروحي للزوج بسببها.
الأساس الخامس : البكر :
حتى تكون المحبة بينهما أقوى والصلة أوثق ، إذ البكر مجبولةٌ علي الأنس بأول أليف لها وهذا يحمي الأسرة من كثير مما يُنغصُ عليها عيشها ويُكدّر صفوها وبذا نفهم السَّر الإلهي في جعل نساء الجنة أبكاراً
قال تعالى:{ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا } ( الواقعة37:35 )
· وقد وردت في الحث علي انتقاء البكر أحاديث كثيرة منها:
1) ما أخرجه ابنماجة والبيهقي وذكره الألباني في الصحيحة عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبه عن أبيه قال : قال رسول الله r :
" عليكم بالأبكار فإنهن أعذبُ أفواهاً وأنتقُ أرحاماً وأرضي باليسير".(1)
2) أخرج البخاري عن عائشة ( رضي الله عنها) قالت:
" قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً فيه شجرة قد أًكِلَ منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنتَ تُرتِعُ بعيرك؟ قال: في التي لم يُرتعُ منها " يعني أن النبي r لم يتزوج بكراً (2) غيرها "
3) وفي صحيح مسلم في (كتاب النكاح) عن علقمة قال:
" كنت أمشى مع عبد الله بن مسعود بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن ، ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك ببعض ما مضى من زمانك؟؟"
§ وبعد هذه الجملة من الأحاديث التي تحث علي التزوج من البكر لِما تمتاز به البكر من:
1. كثرة الملاطفة لزوجها وملاعبتها له ومرحها معه.
2. عذوبة ريقها وطيب فمها بما يحقق لزوجها متعةً عظيمة وحب معاشرتها (حديث جابر) كما أن عذوبة الأفواه تفيد حسن كلامها وقلة بذائتها وفحشها مع زوجها وذلك لكثرة حيائها لأنها لم تخالط زوجا قبله.
3. كونها ولوداً حيث لم يسبق لها الحمل والولادة.
4. رضاها باليسير من الجماع والمال والمؤنة ونحو ذلك – لأن هذا ما وجدته ولم تعرف غيره ولكونها (بسبب حداثة سنها) أقل طمعاً وأسرع قناعة فلا ترهق زوجها ما لا يطيق لكثرة مطالبها.
5. كونها أقل خبَّاً (أي مكرا وخداعا)ً لِمَا جُبِلَتْ عليه من براءة القصد وسذاجة الفكر فهي في الغالب غُفْلٌ لا تزال علي فطرتها لا تعرف حيلة ولا تحسن مكراً.
الأساس السادس: الولود :
والولود تعرف بشيئين:
الأول: خلو جسدها من الأمراض التي تمنع الحمل، ويرجع في هذا إلى المتخصصين من الأطباء الذين هم أهل الذكر في هذا الشأن، وهو ما رأته بعض الدول من ضرورة العرض على الأطباء قبل الزواج.
الثاني: أن ننظر في حال أمها وعشيرتها، وأخواتها المتزوجات، فإن كنَّ من الصنف الولود فهي ولود في الغالب - إذا أراد الله - ذلك أن للوراثة من الأدوار ما لا يخفى، ومن أجل ذلك أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالبحث عن المرأة الولود.
فعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهياً شديداً ويقول: [تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة]. رواه أبو داود والنسائي .
وعن معقل بن يسار، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسن وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: "لا"، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: [ تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ] (رواه النسائي وأبو داود ).
أما حينما تكون الزوجة ضعيفة الديانة، سيئة الخلق، فإنه لا يؤمَّل منها بناء أسرة صالحة، ولا يتحقق بسببها هناءٌ ولا سعادة، بل قد تكون سبب عناء وبلاء على الزوج، ولذا جاء التحذير من الانخداع بجمال المرأة الظاهر، دون نظر إلى الجمال الحقيقي، والمتمثل في الدين ومكارم الأخلاق، وطيب المعشر، فقد روي عنه قوله: ((لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين)) رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما
الأساس السابع : الجمال
هذا بجانب الدين ، لتحصل بها للزوج العِفة ويتم إسعاد النفس ، ومن هنا كان جزاء المؤمنين في الجنة الحور العين وهن غاية الحسن والجمال.
قال تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (53) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } ( الدخان 54:51)
وفي آية أخرى قال تعالى :{ وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ }(1) ، (2) ، (3) ( الواقعة23:22)
فالجمال وإن لم يكن أساسي لكنه أمر معتبر، لذا ندب الشارع إلي مُراعاة أسباب الألفة فأباح النظر إلي المخطوبة.
3. فقد أخرج الترمذي والنسائي عن المُغيره أنه خطب أمرآة فقال النبي r :
" أنظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما ".
أي يؤلف بينهما من وقوع الأدمة علي الأدمة وهي الجلدة الباطنة والجلدة الظاهرة وإنما ذُكِر ذلك للمبالغة في الائتلاف.
الأساس الثامن : العفيفة المحتشمة
فينبغي أن تكون ممن وقع الاختيار عليها عفيفة محتشمة ذات أخلاق فاضلة لا يُعرف عنها سفور أو تبرج بحيث لا يحجزها حياؤها عن إبراز مفاتن جسدها أمام كل ناظر فالنبي r حذر من هذا الصنف وبيَّن أنهن من أهل النار.
1. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r :
" صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس
( إشارة إلي الحكام الظالمة) ، ونساء كاسيات عاريات(1) مميلات(2) مائلات(3) رؤوسهن كأسنمة البُختِ(4)المائلة لا يدخلنَ الجنةَ ولا يجدنَ ريحها ، وإن ريحها لتوجدُ من سيرة كذا وكذا "
2. فقد أخرج البيهقي وذكره الألباني في صحيحه عن أبي أذينه الصدفي أن رسول الله r :
" شر نسائكم المتبرجات المتخِّيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهم إلا مثل الغراب الأعصم".
فهذه هي السس الذي يجب ان تختار على أساسها شريكة حياتك وهذه التوجيهات النبوية ما هي إلا مظهر من مظاهر عناية الإسلام بأمر النكاح، وتوجيه الزوج نحو ما يحقق له حياة هنيئة، وسعادة زوجية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire